لماذا لا أتحسن رغم أنني في علاج نفسي؟
- Natalia Stellaard
- 10 أكتوبر
- 2 دقيقة قراءة

لماذا لا أتحسن رغم أنني في علاج نفسي؟
سؤال يتكرر كثيرا في الجلسات النفسية: “لماذا لا أتحسن؟ لماذا أشعر أنني في نفس المكان رغم كل هذا الجهد؟”وغالبًا ما يرافقه شعور بالإحباط والشك، ليس فقط بالعلاج، بل بالذات أيضا.لكن الحقيقة أن عدم الشعور بالتحسن لا يعني أنك لا تتقدم.
العلاج النفسي ليس طريقا مستقيما نحو الراحة، بل هو رحلة فيها منعطفات، ارتباك، صمت، مقاومة، وأحيانا انتكاسات.الكثير من الناس يظنون أن العلاج يعني التوقف عن الألم، بينما في الواقع هو البداية الحقيقية لمواجهته.فأنت لا تذهب إلى العلاج لتخدر الألم، بل لتراه بوضوح، لتفهمه، وتتعلم كيف تحمله بطريقة لا تدمرك.
أحيانا لا تشعر بالتحسن لأنك ببساطة بدأت تقترب من الجرح.في المراحل الأولى، كل ما كنت تخفيه يبدأ بالظهور، فتشعر أنك أسوأ، بينما أنت في الحقيقة تقترب من الحقيقة.كأنك تنظف جرحًا قديما كان مغطى بضمادة مهترئة: الرؤية مؤلمة، لكنها بداية الشفاء.
وفي أحيان أخرى، لا يظهر التحسن لأن التغيير يحدث ببطء شديد، في طبقات عميقة لا تراها فورا.تبدأ مثلا تلاحظ أنك صرت أكثر وعيا، أنك توقف نفسك قبل الانفجار، أو أنك صرت تلوم نفسك أقل.هذه التفاصيل الصغيرة هي علامات الشفاء، حتى لو لم تشعر بعد بالراحة الكاملة.
من منظور علم النفس، التقدم العلاجي لا يقاس بالراحة، بل بالقدرة على مواجهة الذات دون الهرب.أن تبدأ بملاحظة مشاعرك بدل إنكارها، أن تتوقف عن تبرير كل شيء، أن تبدأ تطرح الأسئلة الصعبة، أن تشعر بالحزن بدل أن تهرب منه، هذه كلها خطوات نحو التعافي.
العلاج لا يصنع نسخة جديدة منك، بل يعيدك إلى نفسك الأصلية التي دفنتها تحت طبقات من الدفاعات.وحتى تصل إليها، ستشعر بالتعب، وستفقد الحماس أحيانا، وستفكر بالانسحاب، لكن هذا كله جزء من العملية.
التحسن ليس لحظة، بل مسار.وأحيان
ا، أكبر تقدم هو أنك ما زلت تواصل الجلسات رغم كل التعب.
لماذا لا أتحسن رغم أنني في علاج نفسي



تعليقات