الأهل الذين يريدون أبناء مثاليين… يصنعون جيلا مكسورا من الداخل
- Natalia Stellaard
- 17 أكتوبر
- 1 دقيقة قراءة

الأهل الذين يريدون أبناء مثاليين… يصنعون جيلا مكسورا من الداخل
هناك بيوت كثيرة يبدو فيها كل شيء من الخارج مثاليا: أطفال مؤدبون، ناجحون، يبتسمون في الصور، يجيبون بأدب، ويحصلون على المديح في كل مكان. لكن خلف تلك الصورة اللامعة يعيش كثيرون منهم في صمت مؤلم، يحملون على أكتافهم ثقل التوقعات، وثمن “أن يكونوا مثاليين”.
الأهل الذين يسعون إلى الكمال لا يدركون أحيانا أنهم يربون أبناء يخافون من الحب أكثر مما يخافون من العقاب.لأن الحب في بيتهم كان دائما مشروطا: بالنتائج الجيدة، بالهدوء، بالتصرف “اللائق”، وبالنجاح الذي يرضي الآخرين. الطفل الذي يسمع عبارات مثل “نريدك الأفضل”، “لا تخيب ظننا”، “عيب تغلط”، لا يتعلم كيف يحب نفسه، بل كيف يراقبها ويقسو عليها.
يكبر هذا الطفل وهو يبتسم رغم التعب، ويعتذر عن حزنه، ويخفي خوفه كي لا يزعج أحدا. يتقن التمثيل أكثر مما يتقن الحياة. يصبح بارعا في أن يبدو قويا، لكنه في داخله هش، مرهق، يحتاج إلى حضن آمن أكثر من أي مديح.
الحقيقة أن الطفل لا يحتاج إلى والدين مثاليين، بل إلى والدين صادقين. يحتاج إلى بيت يشعر فيه أن الخطأ لا يهدد الحب، وأن التعب لا يعني الضعف، وأن الدموع لا تقلل من قيمته. يحتاج إلى من يقول له: “أنا فخور بك حتى حين تسقط”، “أنا أحبك لأنك أنت، لا لأنك كامل”.
الكمال لا يصنع الأمان، بل يصنع الخوف. والأجيال التي تربت على الخوف صارت تبحث اليوم عن نفسها في كل اتجاه، تحاول أن تتذكّر كيف يكون الحب بلا شروط.
الجيل القادم لا يحتاج إلى مزيدٍ من الأبناء المثاليين… بل إلى أبناءٍ يعرفون أنفسهم، ويحبونها كما هي، دون خوف، دون أقنعة.
الأهل الذين يريدون أبناء مثاليين… يصنعون جيلا مكسورا من الداخل



تعليقات