top of page
بحث

العيب الذي ربانا عليه المجتمع... صار جرحنا الصامت



نحن لسنا العيب


العيب الذي ربانا عليه المجتمع... صار جرحنا الصامت

منذ الطفولة، نربى على كلمة واحدة تتسلل إلى وعينا وتستقر فينا كوصمة: "عيب".

نسمعها ونحن نضحك، ونحن نسأل، ونحن نكتشف أجسادنا، ونحن نحاول التعبير عن مشاعرنا. تكبر معنا تلك الكلمة حتى تتحول من أداة تهذيب إلى قيد داخلي يخنق كل إحساس طبيعي بالذات.


المجتمع لم يعلمنا أن نحترم الجسد، بل أن نخاف منه. لم يلّمنا أن نفهم المشاعر، بل أن نكبتها. فنشأنا ونحن نخجل من رغباتنا، من دموعنا، من ضعفنا، وحتى من حاجتنا للحب. تربينا على أن الطيبة تفسر على أنها سذاجة، والصدق ضعف، والفضول قلة أدب، والأنوثة خطر يجب السيطرة عليه.


هكذا تشكلت في داخلنا فجوة بيننا وبين أنفسنا. صرنا نعيش بانفصال داخلي: جسد لا نرتاح فيه، ومشاعر لا نجرؤ على قولها. وفي أعماقنا بقي صوت "العيب" يهمس كلما اقتربنا من حقيقتنا: لا تتكلم، لا تظهر، لا تشعر.

النتيجة كانت جيلا يحمل الخوف كجزء من شخصيته. نخاف من اللمسة، من الاعتراف بالاحتياج، من قول "تعبت"، من الحديث عن الجنس، من طلب المساندة، من مواجهة الوجع. نخاف أن نبدو بشرا.


من منظور علم النفس، هذا النوع من التربية يولد ما يسمى بـ العار الداخلي؛ شعور دائم بأننا خطأ حتى عندما لا نرتكب خطأ. وهذا العار هو ما يصنع الجرح الصامت الذي يرافقنا في كل علاقة وكل قرار. إنه السبب وراء الكثير من القلق، والخوف من الرفض، وصعوبة التواصل مع الذات والآخرين.


الشفاء يبدأ عندما نكسر إرث "العيب" ونسمي الأشياء بأسمائها. عندما نعيد تعريف التربية على أنها وعي لا قمع، وحدود لا خوف، واحترام لا عار. حينها فقط نستطيع أن نصالح أجسادنا ومشاعرنا، ونعيش كأشخاص كاملين لا كنسخ خجولة من أنفسنا.

نحن لسنا العيب، نحن الجيل الذي قرر أن يوقف انتقال الجرح إلى الجيل التالي.


 
 
 

تعليقات


ناتاليا ستيلارد - نؤمن بقوة الشفاء والنمو. /+31626306008

جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤. تأمين شامل مع تغطية المسؤولية المهنية لخدمات الاستشارات والتدريب.

bottom of page