top of page
بحث

الاغتصاب ليس بالضرورة ان يكون جسديا


ree


الاغتصاب ليس بالضرورة أن يكون جسديا


كلمة اغتصاب تثير دائما مشاعر الخوف والغضب والرفض، وغالبا ما ترتبط في الوعي الجمعي بصورة الإعتداء الجسدي المباشر. لكن الحقيقة أن الاغتصاب لا يقتصر على الجسد فقط. هناك اغتصاب نفسي، واغتصاب عاطفي، واغتصاب روحي، يحدث عندما ينتزع من الإنسان حقه في الرفض، أو يجبر بطريقة خفية على القبول، أو يدفع للاستسلام خوفا من فقدان الحب أو التعرض للرفض أو الشعور بالذنب.


الاغتصاب النفسي يمكن أن يكون في علاقة ظاهرها حب، وباطنها تحكم وابتزاز عاطفي. عندما يستخدم الشعور بالحب كسلاح، عندما يقال لك "إذا كنت تحبني لازم تثبت"، أو "ما بدك تخسرني صح؟"، أو "انت عم تبالغ، ما في شي غلط"، عندها يتحول التواصل إلى نوع من السيطرة المقنعة.


الاغتصاب ليس فقط اختراق الجسد، بل اختراق الحدود. هو كل مرة تقول فيها "نعم" وانت في داخلك تصرخ "لا". هو كل مرة تسكت لأنك تخاف أن تلام، أو لأنك اعتدت أن تضحي. هو كل مرة ينتزع فيها قرارك، وتجبر على مسايرة موقف أنت لا تريده، فقط لترضي أو لتتجنب الألم.


الكثير من النساء والرجال يعيشون أشكالا من هذا الاغتصاب دون أن يدركوا، لأن المجتمع علمهم أن الاعتداء يقاس بالكدمات، لا بالمشاعر. بينما الواقع أن احيانا أقسى أشكال العنف لا تترك أثرا مرئيا. الجرح النفسي لا يرى، لكنه يبقى ينزف في صمت، على شكل قلق، أو فقدان للثقة، أو نفور من الجسد، أو شعور دائم بالذنب.


العلاج يبدأ من الاعتراف. من إعادة تعريف معنى الموافقة، والحدود، والاحترام. أن نفهم أن الاغتصاب ليس فقط فعل جسدي، بل هو كل تجاوز لحدودك النفسية والعاطفية. أن نتعلم أن الرفض ليس جريمة، وأن الصمت لا يعني القبول.


الحديث عن هذه المواضيع مؤلم، لكنه ضروري. لأن الصمت يسمح للعنف ان يتكرر، بينما الوعي هو أول خطوة نحو التحرر.

نحتاج ^ن نعيد للانسان حقه الكامل في قول "لا"، في اختيار توقيته، في امتلاك جسده وروحه ومشاعره، دون خوف ودون خجل.



 
 
 

تعليقات


ناتاليا ستيلارد - نؤمن بقوة الشفاء والنمو. /+31626306008

جميع الحقوق محفوظة © ٢٠٢٤. تأمين شامل مع تغطية المسؤولية المهنية لخدمات الاستشارات والتدريب.

bottom of page